بعد إنتظار دام طويلاً تصل إلينا أخيراً Kingdom hearts 3 لتصبح واحدة من أكثر الألعاب مبيعاً في واحدة من أكثر الأعوام إزدحاماً ، ولكن هل يمكن أن تضع رقماً لشيء إنتظرته طوال فترة بلوغك ؟ والأهم هل تستطيع اللعبة المنتظرة أن تكون خاتمة لسلسلة إستمرت لأكثر من 10 سنوات وقدمت أكثر من 6 أجزاء تستفيض وتستكشف كل جزء صغير من القصة ؟ تلك القصة التي تم العبث بها مراتٍ عديدة لتصبح واحدة من أكثر القصص تعقيداً في عالم الألعاب ؟ هذا ما سنتحدث عنه معكم الآن .

تبدأ القصة حول حبكة بسيطة بعض الشيء ، يقرر بطلنا Sora برفقة صديقيه Donald الساحر و Goofy الفارس أن يبدأو في رحلة عبر العوالم ليتمكن Sora من إكتساب مهارة وقوة أساسية وهي “قوة الإستيقاظ” التي ستمكنه من هزيمة أعداءه أعضاء Orgnization 13 الذين يحاولون إعادة الظلام وإعادة إحياء سيدهم Xianort ليسيطروا على العالم أجمع ، حبكة تقليدية حول صراح الظلام والنور ومحاولة الأخيار الذين يريدون سلام العالم مواجهة الأشرار الذيين يرغبون في تدمير العالم وهذه هي النبرة والحبكة الأساسية التي يتم فرضها عليك منذ أول دقائق في اللعبة حتى منذ مشاهد البداية .

بالرغم من كون القصة بسيطة الفكرة والمبدأ إلا أنها تحمل بداخلها الكثير من التعقيد والكثير من الأمور التي تحتاج لإجابة ، فمنذ اللحظة الأولى للعبة ستجدها ترمي أمامك مجموعة كبيرة من الأسماء والشخصيات التي تظهر بينهم علاقات متعددة ومختلفة وستطلب منك أن تحاول جاهداً جمع هذه الخيوط المبعثرة وإضافتها معاً لتتمكن أخيراً من فهم القصة والإستمتاع بها للحد الأقصى ، فهي وبالرغم من كل التسهيلات التي تقدمها للقادمين الجدد لسلسلة لازلت غير مرحبة بهم وتخبأ في ثنياها الكثير من الجوائز والهدايا لهؤلاء الذين بدأوا الرحلة معاها ، لذا فلن نتحدث عن حبكة القصة أو حتى أحداثها بل سنحاول أن نقييمها من وجهة نظر موضوعية قدر الإمكان وبناءاً على عوامل بناءها المختلفة .

يمكنني أن أعتبر أن القصة هي أضعف بند موجود في عالم اللعبة وهذا ليس لضعف الأحداث أو الحبكة بقدر الضعف الموجود في طريقة عرض هذه الأحداث وتقدييم الشخصيات ، أتفهم أن اللعبة عندما صدرت لأول مرة منذ أكثر من عشرة أعوام كانت تخاطب فئات عمرية صغيرة في السن ولكن هذا ليس الحال بعد اليوم ، فأغلب من إرتبطوا بالسلسلة وإنتظروا هذا الجزء أصبحوا شباباً ورجالاً وأصبح لديهم عقول تتقبل وتستوعب الأحداث ، حتى أن أطفال اليوم أصبح لديهم القدرة على تقدير جودة القصة وتقديمها وكتابتها ، اللعبة تحاول أن تتكشف أمامك ببطء مثل زهرة تزدهر ببطء في موسم إزدهارها ولكن هذا البطء في تطور الأحداث عندما تضيفه مع مستوى كتابة الحوارات الرديء يصبح الأمر مزعجاً لك خصوصاً إن كنت تقدر الحوارات الجيدة وتطور الشخصيات الجيد ، هذا الضعف في الحوارات أضاع قوة ورهبة القصة ورهبة إكتشاف الحلول وإغلاق الصفحات المفتوحة سابقاً .

اللعبة تحاول أن تتكشف أمامك ببطء مثل زهرة تزدهر ببطء في موسم إزدهارها

ولكن كما قلت الحوارات هي أضعف بند في اللعبة ، فأسلوب اللعب المتنوع والفريد من نوعه يقدم تجربة لا تنسى على الإطلاق ، أسلوب اللعب الذي لا يمكنك أن تضع إطاراً ثابتا ً لتعرفه به ، فكل لحظة وكل عالم يحمل بداخله شخصيات جديدة وأسلحة جديدة وعوالم جديدة وتغييرات جديدة على شكل Sora وملابسه وأسلحته ، هذه هي القوة الحقيقة للعبة Kingdom Hearts 3 فلا توجد لعبة أخرى في العالم سترى بداخلها كل هذه العوالم والشخصيات التي تحبها والتي ستشاركك في القتال لتتحول المعارك إلى مشاهد سينمائية غاية في الروعة مليئة بالألوان والمتعة المفرطة ، هذا الأمر يشمل جميع وكل ما ستراه داخل اللعبة بداية من معارك الوحوش الصغيرة إنتهاءاً بمعارك الـ Boss والتي ستقوم بالجمع بين عدة هجمات وأساليب مختلفة على حسب كل وحش في حد ذاته ، العيب الوحيد الذي يمكنني أن أتحدث عنه هنا هو أن اللعبة تمسك يدك للغاية ولا تدعك تفشل كثيراً فحتى ولو لم تستخدم واحدة من أساليب القتال المتعددة والكثيرة التي توفرها لك اللعبة فإنك لن تخسر ولن تواجه صعوبة في هزيمة خصومك ، بالطبع هناك مكافئات كثيرة لإتقان اللعبة ولكنها ليست كافية ولا تحاول دفعك حتى لإتقان اللعبة فتكتفي بتركك تحاول أن تستكشف ما يمكنك فعله من جمع الضربات المختلفة وإضافة النقاط و الأسلحة المتنوعة لأبطالك ، وبالرغم من هذا فإن أسلوب اللعب يجعل اللعبة لا تهدأ ولا توجد بها لحظات هادئة بالمعنى الحرفي فكل لحظة هي مزيج من الألوان والطيران والقتال بطرق مبهرة وممتعة .

التقييم التقني :

تقنياً حدث ولا حرج فهناك الكثير من الإبهار التقني والتحديات التقنية الحقيقية التي تواجهها اللعبة ، فهناك العوالم الواسعة الكبيرة التي تضم الكثير والكثير من التفاصيل والشخصيات والمباني والأعداء في أوقات كثيرة والتي سيكون عليك دائماً التغلب عليها ومواجهتها كما أن اللعبة في أغلب الأوقات تعتمد على تقديم أعداد كبيرة من الأعداء وبالطبع يمكنك التحكم في أسلوب قتال Sora وباقي الشخصيات بشكل عام والتنويع في الضربات والهجمات المختلفة التي في العادة ما تطلق هجمات خاصة مبهرة ومليئة بالألوان ، إن كنت من محبي الـGameplay وصعوبته فأنصحك بأن تقوم بلعب اللعبة على أعلى صعوبة ممكنة لتستمع بها بأكبر قدر ممكن فهي على الصعوبات الأسهل قد تكون مملة بعض الشيء ، كما يجب أن تستعد للكثير والكثير من المشاهد السينمائية فاللعبة مليئة بمجموعة واسعة للغاية منها وبين كل مستوى والثاني وكل عالم والثاني هناك جيش من المشاهد السينمائية .

هناك حالة عامة من الفرحة والبهجة تسود اللعبة ، فبدءاً من المشاهد المليئة بالالوان الجميلة والسعيدة وإنتهاءاً بتلك القاتمة التي تستكشفها فيها العوالم المظلمة ومروراً بالموسيقى التصويرية التي تظهر في مختلف المشاهد داخل عالم اللعبة كل هذا معاً يضعك في حالة مهرجان من الألوان والgameplay يضيف لك متعة فريدة من نوعا ومميزة للغاية وتجعل من الصعب جداً أن تجد عيباً في أسلوب اللعب او المشاهد التي ستعرض ، ربما يعيب الأداء الصوتي هو بعض السذاجة وعدم التناسق بين حركة الشفاه والـ Facial Expression والتمثيل الصوتي من بعض الممثلين ولكن كل هذا في النهاية يعوض بموسيقى تصويرية هي أفضل ما رأيت على الإطلاق في السنين الماضية أجمعين وكان هذا سبباً في أن تظل الموسيقى التصويرية لهذه اللعبة متربعة على عرش أكثر الملفات الموسيقية إستماعاً في اليابان . 

ستأخذ منك اللعبة قرابة ال30 ساعة حتى تنهيها وأكثر من نصف هذه المدة هو للمشاهد السينمائية المختلفة التي ستظهر بين المستويات والعوالم المختلفة ولكن ومع هذا فإنها 30 ساعة ممتعة وتضيف جوا ً ممتعاً ومختلفاً عن ما شاهدناه سابقاً من الألعاب وهي توفر تغيير حالة مطلوب للغاية بين عوالم الألعاب المفتوحة وألعاب إطلاق النيران التي ملئت السوق لتنفرد لعبة kingdom hearts بمكانة فريدة من نوعها وبعيدة عن كل ما رأيناه سابقاً ولتكون تجربة ممتعة لكل الفئات العمرية المختلفة .

.

Leave a Reply