لعبة The Sinking City هي أحدث لعبة تقتبس وتقدم احترامها لأعمال الكاتب المشهور والمحب لأعمال الرعب H.P Lovercraft، اللعبة تأخذ عالمها وتستوحيه منه بشكل كامل لتقدم لنا تجربة في مدينة غارقة في الكثير من المشاكل والأمور الأخرى قبل أن تغرق في المياه، اللعبة تقتبس أعمال لوف كرافت ولكنها لا تنقل العمل بحذافيره الصغيرة بل على الأقل تقدم ما يمكننا أن نسميه إقتباساً محترفاً.

تدور اللعبة حول محقق ملعون ومطارد بالكثير من اللعنات التي تجعله يرى كوابيس تجذبه إلى مدينة Okkmount الساحلية في ولاية ماستستوش في أمريكا، المدينة فقدت معظم وسائل إتصالها بالعالم والأهم أنها الآن تعاني من لعنة جديدة تصيبها، عندما تصل إلى المدينة لأول مرة ستظن أن هذه اللعنة هي المياه التي تغرق المدينة ولكن عندما تقابل شخصيات العالم الثانوية ستظن أن هذه اللعنة أثرت بشكل ما على أشكالهم التي تم إقتباسها بوضوح من الأشكال الحيوانية ولكن اللعبة تعترف بكل هذا كجزء منها وكجزء من عالمها لتقدم لك عالماً غريباً يعاني من لعنات كثيرة أهمها التفرقة العنصرية.

بطل اللعبة هو محقق يمتلك القدرة على النظر إلى ما بعد الأشياء وإستنتاج الأمور وربطها ببعضها البعض للوصول إلى إستنتاجات منطقية ودلائل على جرائم أخرى، سيمضي بطلنا في عالم اللعبة في محاولة جاهدة لحل مشاكل المدينة وجرائمها وألغازها والأهم اللغز الذي يحيط باللعنة التي تطارده والتي جذبته للمدينة، عالم اللعبة غامض ويوحي بالغموض منذ أول لحظة لك بها وستظل في هذا الغموض حتى الساعات الأخيرة من اللعبة.

قصة اللعبة تدبو من الخارج بسيطة ولكن مع التعمق فيها ستكتشف غموضاً أكثر وأمور مريبة أكثر فيها، تحاول القصة جاهدة أن تقدم مغزاً ومعنى فلسفي ورسالة إجتماعية عن الظلم الاجتماعي والتفرقة العنصرية ومشاكل الاقليات بعيداً عن الغموض والجوانب الخارقة للطبيعة الموجودة فيها ولكن في هذه المحاولة تحمل اللعبة نفسها حملاً ليست على قدره مما يجعلها تفقد الكثير من متعتها في محاولة بائسة للوصول إلى تجربة قصة متوسطة على أفضل حال.

وفي الحقيقة أشعر بأن الألعاب التي تقتبس أعمال Lovecraft ملعونة بشكل ما فمن الصعب للغاية أن تجد لعبة تقتبس أعماله وتقدم تجربة جميلة وتذكر وفي معظم الأحوال تكون هذه التجارب متوسطة أو ضعيفة .

لعبة The Sinking City تصاب بلعنة Lovecraft التي تجعل جميع ألعابه متوسطة وضعيفة 

أسلوب اللعب يعتمد بشكل أساسي على المزج بين الإستكشاف وجمع الأدلة، مثل جميع ألعاب المحققين التقليدية تحاول اللعبة المزج بين جوانب التحقيق والتحليل الإستراتيجي وجوانب الأكشن من منظور الشخص الثالث، في الكثير من الأوقات تكون عملية التحقيق سهلة ولا تحتاج إلى الكثير من الذكاء كما أن التصويب في اللعبة وإستخدام الأسلحة سيئ جداً كما أن الأسلحة قليلة بعض الشيء، هناك بعض الإختيارات لن تفتح لك مباشرةً وستحتاج إلى فتح إختيارات أخرى مسبقاً قبل أن تتمكن من عملها.
التنقل في المدينة خليط من ثلاثة أمور إما التنقل السريع إن كنت فتحت نقاط التنقل السريع واستكشفت الأماكن الخاصة بها أو التنقل عبر القارب بين شوارع المدينة المغمورة والتنقل عبر الأقدام في الأماكن التي لم تغمر بعد، هناك الكثير من الأمور الجانبية لتقوم بها بجانب مهماتك الرئيسية من استكشاف للمدينة وحل للألغاز الموجود بها والجرائم التي تحدث بها كما أن القصة الخلفية لهذا العالم مليئة بالكثير من التفاصيل التي تحتاج إلى وقت طويل حتى تتمكن من استكشافها كلها، ولكن مع الأسف تصميم المهمات والبيئات الضعيف للغاية والمكرر يجعلك تمل من اللعبة بشكل سريع ولا تكون متحمساً لإكمال الإستكشاف فيها.
رسومياً لا يمكننا القول بأن اللعبة مميزة بل هي على الأفضل متوسطة الجودة إلى مقبولة، هناك الكثير من المشاكل التي تحتاج إلى علاج في عالم اللعبة وفي تصميم اللعبة، كما أن هناك تفاصيل صغيرة تشعرك بصغر اللعبة وصغر الاستوديو الذي عمل على اللعبة، تحتاج اللعبة إلى تقنية ظلال أفضل قليلاً من الموجودة حالياً والأهم أنها تحتاج إلى تفاصيل أكثر وضوحاً.
 الغريب أنه مع ضعف اللعبة رسومياً إلا أنها متطلبة للغاية ولن تتمكن من تشغيلها بجودة جيدة إلا على جهاز قوي وهو أمر مزعج فاللعبة فالنهاية ليست أكثر من عنوان AA متوسط .

هذه اللعبة واحدة من الألعاب التي تترك مع شعور مختلط، كما أنها بالتأكيد ليست لكل المستخدمين، هناك من سيحب اللعبة حتى الجنون لأنه يحب أجواء Lovecraft هذه وهناك من سيشعر بأن اللعبة تحاول أن تجبره على أسلوب معين سيء وضعيف للغاية، اللعبة ستقدم تجربة ممتعة لأول 5-6 ساعات منها ولكن سيكون من الصعب أن تقبلها فيما بعد وأن تشعر بأنك قادر على الإستمتاع بباقي التفاصيل الموجودة فيها وفي عالمها.

.

Leave a Reply