لا توجد كلمة مناسبة لوصف Assassin’s Creed 3 أكثر من (متناقضة). بقدر ما يقدم الإصدار الخامس من السلسلة المعروفة العديد من المزايا والتجديدات المطلوبة لأي سلسلة خاصة بعد فترة ركود كبيرة تمثلت في إصدار Revelations الذي كان نسخة طبق الأصل من الإصدار السابق ولكن برسوميات أقوي وأفضل وإن لم تكن كافية لإنقاذه, بقدر ما تقع اللعبة في نفس فخاخ الملل التي وقعت فيها الإصدارات السابقة لها وبعض الإصدارات اللاحقة أيضا.

ينقلنا هذا الإصدار إلي قارة أمريكا الوليدة وصراع الأمريكيين لتحرير أرضهم من سيطرة التاج البريطاني, في قلب هذا الصراع الدموي نجد بطلنا كونور, شاب من أب إنجليزي وأم من السكان الأصليين للقارة أو الهنود الحمر. إلي حد كبير يبدو أن كونور لا مصلحة له مع أي من الجانبين ولكن المعركة تأتي إليه وتضعه الظروف في موقع الاختيار, ينضم كونور للأساسنز بعد تدريبه ليصبح عاملا أساسيا في أغلب أحداث الثورة الأمريكية.

لو كنت من اللاعبين المخضرمين لسلسلة Assassin’s Creed فلن يتفوق بالنسبة لك هذا الإصدار علي الإصدار الحالي Odyssey الذي يفوقه من كل جانب, من الرسوميات المتقدمة إلي المعارك البحرية المتشعبة إلي الخريطة العملاقة إلي تطور الشخصيات, ولكن هذا طبيعي للغاية مع فرق 7 سنوات بين الإصدارين تقدمت فيهم تكنولوجيا الCGI واهتم الاستوديو أكثر بمطالب اللاعبين المتكررة لتطوير الشخصية الرئيسية ونظام المهمات مما أدي لنقلة كبيرة مع إصدار Origins الذي ساعد علي وصول السلسلة لآفاق جديدة في عالم ألعاب الAAA.

ولكن هذا لا يعني أن اللعبة لا تمتلك سحرا خاصا يجذب اللاعبين الجدد والمخضرمين علي حد سواء, فأسلوب الصيد واستخدام الفخاخ للإيقاع بالفرائس والأعداء الذي تقدمه اللعبة مثير للغاية ويسمح بالتفكير التكتيكي خارج نطاق المواجهة المباشرة, ولكن للأسف لا يمكن استخدامه في أغلب المهام الرئيسية. طريقة صناعة الفخاخ والأسلحة أيضا غير تقليدية وستحتاج لعدد كبير من المواد الخام كالخشب والحبال وجلود الحيوانات ولكن الأسهل علي المدي الطويل هو شرائها من أي متجر اختصارا للوقت.

هنا يبدو دور التطوير في أسلوب اللعب, فالقتال أسلس خاصة مع الأعداد الكبيرة وتسلق الأشجار أو المباني انسيابي أكثر بكثير مما كان. يتضح أيضا التطور في أسلوب التخفي, حيث يمكنك التخفي بين الشجيرات, التصفير لجذب الأعداء واغتيال شخصين في نفس الوقت, كل هذه الإمكانيات التي لم تتوفر في اللعبة الأصلية وتوفرت في الإصدارات اللاحقة.

في الإصدارات السابقة كان تحرير الأحياء من سيطرة الTemplars عن طريق إحراق أبراجهم مما كان يفتقر إلي الواقعية, في هذا الإصدار تم تصحيح هذا العيب بأن تشاكس الجنود البريطانيين وتفتعل المعارك حتي تصل لذروة مناسبة يقوم فيها المواطنين بتحرير الحي بأنفسهم وطرد الجنود الأغراب من حيهم. ومع كل حي تحصل علي تابع جديد بمهارة مميزة تتراوح بين التميز في القنص أو استخدام الخناجر أو السهام, يمكنك الاستعانة بأتباعك في المهمات الفرعية أو إرسالهم لمهمات أخري لجني المال والXP اللازمة لترقيتهم. المهمات الفرعية وبعض المهمات الرئيسية لاتزال تقع في نفس الشريحة المملة للغاية من (التتبع, التصنت, التوصيل) وهي مهمات لا تقدم أي جديد للقصة أو الشخصية, حتي مهمات الاغتيال لا توفر أي معلومة عن الأشخاص المفروض قتلهم ولماذا يجب قتلهم, هم مجرد أهداف متحركة عليك تصفيتها لا أكثر.

البيئات في اللعبة جميلة وخاصة أرض الfrontier, قد تكون الخريطة صغيرة -مدينتان فقط: بوسطون ونيويورك- ولكن هذا لا يعني أن إمكانياتها محدودة, ففي الغابات الشاسعة بين المدينتين يوجد العديد من الفرائس للصيد والأعداء للقتل وأغراض للجمع ومواد خام للبناء, كما أنها أرض خصبة لتجربة الأسلحة والفخاخ بدون ملاحقة القانون. هذا الإصدار هو أول من قدم اختيار المعارك البحرية في السلسلة وهو اختيار موفق للغاية لنجده يظهر بتعديلات طفيفة في الإصدارات اللاحقة حتي Odyssey, يمكنك الهرب من المهمات الرئيسية وتقضية بضع ساعات في قيادة سفينة للأساسنز والقضاء علي أعداء للثورة أو استكشاف أراض بعيدة والبحث عن كنوزها. الرسوميات الأحدث والإضاءة المتطورة تعطي البيئة بعدا أخر من الجمال والإثارة من الصعب وصفه, الموقف شبيه بأن تحاول اللعب بشاشة متسخة وأن تحاول مرة أخري بعد تنظيفها.

علي الرغم من كونها أول لعبة في السلسلة تطرح معضلة أن الخير والشر وجهان لعملة واحدة وأن الطريق للجحيم محفوف بالنوايا الحسنة فهي تقدم ذلك بأسلوب ممل للغاية في البداية. يكفي أن الtutorial يستمر لأكثر من 3 ساعات كاملة لا يمكنك فيها استكشاف العالم المفتوح أو الخروج عن نطاق المهام الرئيسية, ساعتين من اللعب بأبو الشخصية الرئيسية هيثم كونواي في 3 مهمات مختلفة طويلة وساعة من اللعب بكونور نفسه من الطفولة حتي الشباب لاستكشاف قدراته وأسلحته, حتي بالنسبة للاعبين الجدد علي السلسلة فهذا كثير جدا ومبالغ فيه. كما أن دور ديزموند مايلز بطل السلسلة في العصر الحالي لا أهمية له, فقط محاولة لمعرفة أبوه علي خلفية من محاولته لفهم الحضارة الأولي ولماذا خضعت للدمار واندثرت. ما يبدو للاعب أن اللعبة تحاول شرح الكثير مما قد لا يثير اهتمامه مطلقا, وفي نفس الوقت لا تعطيه حرية الاستكشاف واللعب حتي تشرح القصة كاملة من خلال مقدمة كان يمكن اختصارها في 5 دقائق.

مع تعديلات الرسوميات وتطوير اللعبة لتناسب الشاشات ال4K ودعم الHDR فبخلاف اللعبة الأصلية ستحصل أيضا علي كل الDLC الذي تم إصداره بما فيه:

مهمات Benedict Arnold أشهر خائن في التاريخ الأمريكي, حيث تحاول كشف خديعته وإيقافه من تسليم قلعة West Point للجيش البريطاني.

مهمات Hidden Secrets التي تأخذك إلي أطراف العالم في معابد المايا المنسية وتضيف للعبة ما يقرب من ساعة كاملة.

وأشهر DLC وهو Tyranny of King Washington وهي قصة فرعية من 3 أجزاء عبارة عن واقع موازي يخضع فيه George Washington الأب الروحي للثورة الأمريكية وأول رئيس لجمهورية الولايات المتحدة لجنون السلطة ويعلن نفسه ملكا متوجا علي أمريكا. في هذا الواقع لم ينضم كونور للأساسنز لذا عليه القيام بتحديات جديدة وصعبة لمنحه القدرات الخاصة التي ستمكنه من مواجهة الملك المختل ونزعه عن عرشه. قدرات ليست موجودة في اللعبة الأساسية كالقدرة علي التخفي واستدعاء الذئاب لمعاونتك في المعارك.

هذا بخلاف حصولك علي Assassin’s Creed Liberation , حصرية سابقة للPS Vita من بطولة Aveline, أول شخصية رئيسية من الجنس للطيف في عالم الأساسنز. تدور في نفس زمن الثورة الأمريكية ولكن في New Orleans حيث حصل الأسبان علي السلطة من الفرنسيين, تدخل ايفيلين لعالم الأساسنز كابنة لتاجر فرنسي وأم من العبيد الأفريقيين. ما يميز هذه اللعبة هي الPersonas, فايفيلين لها 3 شخصيات مختلفة تتنقل بينهم عن طريق التنكر: من شخصيتها الواضحة كفرد من الأساسنز التي تمكنها من استخدام كل أسلحتها ولكن تضعها تحت طائلة القانون, لشخصية فرد من العبيد تساعدها علي الاندماج بين الجموع والتسلسل في المعسكرات والقلاع, إلي شخصيتها كسيدة مجتمع التي تساعدها علي إغراء الحراس ودخول حفلات المجتمع الراقي بدون إثارة أي شبهة.

كل هذا يمكنك الحصول عليه مجانا مع شرائك للSeason Pass للإصدار السابق Odyssey أو شرائه منفصلا من المتجر. اللعبة ستصدر في 29 مارس الحالي للحاسب الشخصي, الPS4, الXbox One والNintendo Switch.

.

اترك تعليقاً