لدى سلسلة Sonic the Hedgehog باع طويل يمتد لأكثر من 20 عام حصلنا خلالها على إصدارات لا حصر لها لجميع الاجهزة تقريبا من لعبة البلاتفورم الشهيرة، ولكن في العقد الماضي ركزت SEGA جهودها على توسيع نطاق شعبية القنفذ الأزرق لتتطرق إلى مغامرات جديدة معتمدة على سيارات الكارتنج تهدف لمنافسة أشهر ألعاب هذا النوع التي فرضت سيطرتها على الصناعة لسنوات عديدة سواء Mario Kart أو Crash Team Racing.

في الفترة السابقة حصلنا على لعبة Sonic & Sega All-Stars Racing التي استعانت بمجموعة ضخمة من أشهر ألعاب الناشر الياباني في 2010، وتبعها إصدار Transformed في 2012 والذي يعتبره البعض أحد أفضل ألعاب هذا النوع على الإطلاق، وبعد فترة غياب طويلة عادت إلينا السلسلة بجزء Team Sonic Racing الصادر في 21 مايو الماضي والقادم للمرة الثالثة من تطوير استديو Sumo Digital الذي قرر السير في طريق مختلف هذه المرة من خلال التركيز على اللعب التعاوني بدرجة كبيرة وهو ما يفسر أسم اللعب المعتمدة على الفرق الثلاثية.

في Team Sonic Racing لا يتنافس اللعب مع المتسابقين الآخرين منفردا وإنما بالتعاون مع أثنين من الشخصيات الإفتراضية، حيث تم تقسيم جميع المتسابقين إلى فرق ثلاثية بناءا على الفرق التي تم تشكيلها من قبل في لعبة Sonic Heroes الصادرة عام 2003، وبناءا على ذلك هناك 4 فرق تتبارى سويا في كل سباق بمجموع 12 متسابق من أصل 15 شخصية متاحة للتجربة جميعا مقتبسة من ألعاب Sonic the Hedgehog فقط وبالتالي تم الاستعانة بشخصيات ثانوية لن يكون من المفاجئ أن لا يميزها معظم اللاعبين وبالتالي وجدت نفسي استقر على الشخصيات المشهورة التي قضيت معها سنوات طويلة في طفولتي مثل Tails و Knuckles the Echidna و Amy Rose.

بطريقة مثيرة للإعجاب تمكن استديو Sumo Digital من توفير لعبة سباقات تجبر المستخدم على التعاون مع فريقه بشكل مميز وبسيط سواء في طور اللعب الفردي أو الجماعي، هنا لا يفوز من يصل إلى خط النهاية أولا وإنما يتم جمع نقاط جميع أعضاء الفريق سويا لمعرفة الترتيب النهائي، وبالتالي ستجد نفسك تخسر مرارا وتكرار إذا اعتمدت على نفسك فقط وتجاهلت وسائل المساعدة التي يوفرها لك رفقائك ولم تمد لهم يد العون في اللحظات الحرجة التي يبحثون خلالها عن أي بصيص أمل.

Team Sonic Racing توفر سباقات من المنظور الثالث وعدد ضخم من الأسلحة والأدوات التي يمكن الحصول عليها بشكل عشوائي من خلال الصناديق المنتشرة على طول الطريق، وبما أنها لعبة تعاونية في المقام الأول، يمكن للاعبي كل فريق مساعدة بعضهم البعض بأكثر من وسيلة مثل القدرة على تبادل الأسلحة أثناء السباق أو الاستفادة من وجود زميلك في المقدمة وتتبع أثر سيارته للتحرك بسرعة كبيرة أو معاونته على تفادي هجوم المنافسين الآخرين وحمايته من أي خطر محدق، كل تلك الإستراتيجيات يتم تنفيذها أثناء السباق بسهولة تامة وبحسب ترتيب أعضاء كل فريق داخل السباق، ما يعني وجود عشرات الخطط التي يمكن تنفيذها لقلب الأوضاع رأسا على عقب والإنفراد بالصدارة كلما سنحت الفرصة لذلك.

كلما تعاونت مع فريقك بشكل أنجح كلما حصلت على قدرة Team Ultimates بصورة أسرع، تلك القدرة الخارقة التي تختلف من فريق لأخر وتوفر أفضلية في عبور المنافسين في الأوقات الصعبة سواء من خلال التحرك بشكل خفي وعدم قدرة أي منافس على مهاجمتك، أو الحصول على سرعة إضافية تكفل لك عبور جميع المنافسين في محيطك في لمح البصر، أو تفادي جميع العقبات التي تعترض طريقك فجأة دون أي خسائر في الوقت بعكس ما يواجهه المنافسين من أوقات عصيبة لعبور تلك المناطق بنجاح.

هناك 3 أساليب مختلفة للقيادة موزعة على الشخصيات المتاحة للعب سواء القيادة التكتيكية التي لا تبطئ المركبة بصورة مبالغ فيها عند التعرض لأي عقبة في الطريق، والقيادة المعتمدة على القوة والتي توفر أسلحة فتاكة يمكنها تدمير بعض العقبات في المسار، والنظام الأخير معتمد على السرعة ويسمح للسائقين بالتحرك بشكل أسرع، كل فئة من الثلاثة السابق ذكرهم تحصل على بعض الأسلحة الحصرية التي لا يمكن لباقي الفئات الوصول إليها، وهو ما يعود بنا للقدرة على تبادل الأسلحة التي تعد ضرورية للاستفادة من قدرات باقي زملائك والحصول على الأدوات التي تحتاج إليها بحسب مكانك في حلبة السباق.

العنوان يقدم جميع أنواع المنافسات التي يبحث عنها أي مستخدم في لعبة سباقات، سواء الأونلاين أو طور اللعب الفردي أو نمط الشاشة المنقسمة، القصة هنا تظهر في طور Team Adventure من خلال أسلوب سرد بسيط عبارة عن محادثات شبه بدائية بين مجموعة من أبرز شخصيات السلسلة يتخللها عدد ضخم من السباقات المعتمدة على الأهداف والتحديات المحددة مسبقا، ما يعني أنك لست مضطرا للفوز بكل منافسة فردية تشارك فيها، ولكن في المقابل ستحتاج تلك النجوم التي تحصل عليها نظير إتمام كل تحدي في المراحل المتقدمة لإكمال القصة لنهايتها.

طور اللعب الفردي يمكن اعتباره أقرب إلى طور تدريب يهدف لتعريف اللاعب على عناصر أسلوب اللعب والفرق والأسلحة والأدوات المختلفة وكيفية الاستفادة منها بشكل مثالي بحسب كل موقف، ولن تشعر بالملل اطلاقا في خوض تلك السباقات باستثناء تلك الأوقات التي ستجد نفسك مضطرا للإستماع إلى أحاديث قصيرة قبل كل منافسة أقرب ما تكون إلى قصص ما قبل النوم المخصصة للأطفال، ولحسن الحظ يمكن تجاوز تلك الحوارات والتطرق للسباقات مباشرة وهو الأسلوب الذي اتبعته طوال الوقت بالفعل.

لدى اللاعبين القدرة على خوض منافسات مثيرة في 21 مسار مختلف، 9 طرق منها سبق مشاهدتها في الإصدارات السابقة، وبالرغم من أن البيئات ليست بنفس تنوع جزء Transformed حتى تخدم اللعب التعاوني بشكل أفضل، إلا أنها مازالت توفر أجواء لا تنسى سواء كنت تخوض سباق محتدم في صحراء جردات تحيط بها الأهرامات، أو وجدت نفسك فجأة تقود بأسرع ما يمكن للهروب من القصور المخيفة التي أصبحت عالق داخلها، التنوع كان رائع ومميز يوفر لكل طريق أجوائه الخاصة والاختصارات التي يجب البحث عنها بدقة للاعتماد عليها مستقبلا في سبيل توفير بضعة ثواني.

هناك العديد من خيارات تطوير وتخصيص المركبة سواء المظهر أو قطع الغيار والتي يمكن الحصول على بعضها من خلال التطرق لمنافسات طور اللعب الفردي، أو عن طريق جمع العملة الإفتراضية واستخدامها في فتح صناديق الغنيمة ولكن يعيب هذا النظام البطء واستغراق فترات لعب طويلة نسبيا، ولكن تلك المشكلة يمكن معالجتها في التحديثات القادمة في أقرب فرصة.

اللعبة توفر منافسات جماعية ضخمة عبر الشبكة سواء Casual أو Ranked معتمدة أيضا على نظام الفرق واللعب التعاوني، ولكن تستغرق تلك المباريات فترات بحث طويلة إلى أن تتمكن من إيجاد لاعبين آخرين، أما بخصوص أداء العنوان على PS4، عملت اللعبة طوال الوقت تقريبا بمعدل 60 إطار في الثانية ودقة 1080p مع اختفاء المشاكل التقنية تقريبا باستثناء طور الشاشة المنقسمة الذي يحتاج إلى إصلاحات في أقرب فرصة.

.

اترك تعليقاً