تحت إسم Days Gone أو أيام مضت – كما جاءت الدبلجة العربية – إختار إستوديو Sony Bend أن يطلق أول لعبة حصرية له على منصة الـ Playstation 4 ضمن واحدة من أكثر فئات الألعاب إزدحاماً وهي فئة ألعاب النجاة من قطعان الزومبي، بعد أكثر من تأجيل وبعد دعاية مكثفة ركزت فيها سوني على إبارز لعبتها تصدر لنا اللعبة، ولكن هل ترتقي اللعبة إلى مستوى باقي حصريات سوني ؟ أم أنها إصدار فقط لملئ فراغ زمني .

سنقدم لكم اليوم مراجعة لعبة Days Gone وهي كما قلنا في المقدمة اللعبة الحصرية الجديدة من سوني التي تصدر حصرياً لأجهزة بلايستيشن 4 وبلايستيشن 4 برو، اللعبة تدور في عالم خيالي مقارب في الأحداث لما رأينا في The last of us ولكن أليست كل العاب الزومبي هكذا ؟!

تدور قصة اللعبة حول دراج أو عضو في عصابة درجات يدعى Deckon، وهي بالمعنى الحرفي تدور حوله وتتبعه في هذا العالم ما بعد أحداث النهاية وحدوث فايروس ما خطير أدى لتحول البشر إلى أشياء أشبه بالزومبي تتحرك في قطعان كبيرة، تبدأ معك اللعبة مع بداية تفشي المرض ومحاولة ديكون لإنقاذ خطيبته وصديقه المقرب.

تقييم قصة Days gone : 

لا يمكنني الحديث أكثر من هذا على أحداث القصة نفسها لكي لا نفسد متعتها على الكثير من المتابعين ولكن يمكننا الحديث عن جوانب القصة المختلفة وتقييمها بشكل عادل، اللعبة تقدم أسلوباً مختلفاً قليلاً في القصة وهو من وجهة نظري أسلوب أفضل وواقعي أكثر في تقديم القصة.

فبدلاً من أن تقدم خط سير واحد أو خط قصة واحد تمضي فيه طوال اللعبة فإنها تقدم لك حوالي 4 خطوط مختلفة من القصة يمكنك تتبعها ومحاولة إنهائها عن طريق المهمات الرئيسية المختلفة التي ستظهر لك في اللعبة وستحصل عليها من الشخصيات الثانوية في اللعبة، هذه الخطوط الأربعة تمثل أربع محاور يهتم بها بطلنا في هذا العالم المتهالك، لذا كما قلت فإنها أمر منطقي وواقعي فلا يوجد شخص يظل مركزاً وواضعاً تركيزه على نقطة واحدة طوال فترة حياته.

تستكشف القصة العالم بشكل واسع وكبير للغاية كما أنها ستأخذك مع كل مهمة إلى أجواء ومكان جديد وستضعك في مواجهات مختلفة مع جحافل المسوخ Freakers كما تسميهم اللعبة وستجد الكثير من تفاصيل العالم الخاص باللعبة ملقاة بحذر حولك، بالطبع قد تهملها في أوقات كثيرة ولكن هذه هي الطريقة التي إختارتها اللعبة لتجذب إنتباهك لوجود أحداث وتفاصيل حول العالم.

من الناحية الفنية فالقصة ضعيفة ومتوسطة في أفضل الأحوال، هناك الكثير من الخيوط الضعيفة التي تربط القصة ببعضها البعض، كما أن الشخصيات والحوارات الجانبية فعلاً ضعيفة وسيئة للغاية ومن الصعب أن تجد القدرة على أن تتعاطف معها أو مع هذا العالم بشكل عام، الأعمال التي تتحدث عن الزومبي كثيرة للغاية وتكاد تكون تقدم نفس التجربة ونفس الفكرة المحورية حول البطل وعالمه ولكن الشيء الوحيد الذي يجعل هذه الألعاب تختلف عن بعضها البعض هو التعاطف الذي تشعر به إتجاه البطل والأهم هو أن تستطيع أن تعيش مكان البطل وتتخيل نفسك مكانه، وهذا مع الأسف أمر تفشل فيه اللعبة لتجعلها واحدة أخرى من ألعاب الزومبي المنتشرة والموجودة بكثرة.
هناك الكثير من الفرص الضائعة من ناحية القصة ومن ناحية الإستكشاف الذي يقدم تفاصيلاً جديدة عليها، فبينما تعرض لك اللعبة تقدمك في القصة بطريقة مميزة وفريدة من نوعها لم نرها كثيراً من قبل إلا أنها تفشل في إستغلال هذه الطريقة في عرض باقي تفاصيل عالم اللعبة والقصة الخاصة بها، ولكن في النهاية هذه لعبة عالم مفتوح تعتمد على النجاة لذا كان من المتوقع للغاية أن نرى قصة ضعيفة أو ليست بالقوة المطلوبة .

ظلمت لعبة Days Gone لأنها صدرت على الجيل الحالي وفقدت الكثير من بريقها في محاولة لجعلها تعمل على أجهزة عفا عليها الزمن 

أسلوب لعب Days Gone : 

أما من ناحية أسلوب اللعب والجيم بلاي فإن اللعبة تقدم مزيجاً ممتعاً من الكثير من التفاصيل المختلفة، وهي تنجح بجدارة في الجمع بين أنظمة وتجارب رأيناها في ألعاب أخرى وفي أوقات كثيرة تنجح في تقديمها بشكل مميز وممتع.

تعتمد اللعبة بشكل أساسي كأي لعبة نجاة على محاولة إيجاد الموارد الكافية وتنمية قدراتك وجمع أسلحة وذخيرة لها لتتمكن من مواجهة أعداءك سواءً كانوا من البشر أو كانوا من الزومبيز المتحولين والذين لا يقتصر تحولهم على البشر فقط فقد تمر بذئب متحول أو دب بري متحول ليجعل المواجهة أكثر صعوبة .

النقطة المحورية والأساسية في أسلوب اللعب هي الدراجة النارية التي يمتلكها ديكون والتي ستعتمد عليها كوسيلة إنتقال وكوسيلة لحفظ تقدمك في اللعبة، إرتباط بطل Days Gone بدراجته كبير للغاية وستجد أنك في حاجة لإستخدامها والإهتمام بها بشكل مستمر ودائم ولن تستطيع أن تترك في اللعبة لدقائق معدودة من دون إستخدامك للدراجة بشكل كبير، أيضاً جمع الموارد هام للغاية للدراجة فكل ماجمعت قطع وموارد أكثر كلما تمكنت من تحسين اداء دراجتك التي بالتالي ستسهل عليك إستكشاف اللعبة والعالم والتقدم فيهما بشكل كبير .

النقطة الوحيدة التي يمكنني أن أعيب عليها في أسلوب اللعب هو التصويب السيء للغاية، التصويب في هذه اللعبة وإستخدام الأسلحة بعيدة المدى أمر مزعج وصعب جداً لدرجة أني في أوقات كثيرة كنت أفضل إستخدام الأسلحة قريبة المدى ناهيك عن أن الذخيرة قليلة ولن تجدها بشكل كبير في هذا العالم مما يعني بأن كل طلقة يجب أن تحسب وأن تكون جيدة وإلا فإنك ستعاني حتى تجد ذخيرة بديلة لها. 
أشعر وكأنه لا فائدة من الحديث عن الذكاء الصناعي في هذه اللعبة لأنها ومثل الكثير من ألعاب الجيل الحالي من المنصات فإن الذكاء الصناعي فيها يعاني للغاية ويدل على أن الجيل فعلاً قد وصل إلى نهايته، يمكنك بكل سهولة وبساطة أن تتغلب على أي عدد من الأعداء امامك دون أن تواجه أي صعوبة أو حتى أن تحتاج لأن تعيد اللعبة أكثر من مرة ولكن كما قلت فإن هذا الأمر هو الشائع في هذا الجيل من الألعاب .

الناحية التقنية لـ Days Gone : 

لا تخطأ الظن بأن اللعبة تقدم مستوى رسومي سيء أو ضعيف بل إنها تقدم مستوى مبهر للغاية من ناحية الرسوميات والظلال وغيرها من التفاصيل المختلفة ولكن كل هذا يأتي بثمن غالي جداً ، فبداية حجم اللعبة كبير للغاية كما أنها صدرت بمجموعة من المشاكل التي لاتزال تحل حتى يومنا هذا ولازلنا نرى تحديثات لها بشكل شبه إسبوعي لتتمكن اللعبة من العمل بشكل جيد على المنصات.
تجربتي كانت على منصة الـ PS4 الإعتيادية وكانت لعبة Days Gone تجعل الجهاز يعاني للغاية فهناك الكثير من المشاكل التقنية التي عانى بسببها الجهاز وبإستمرار ستشعر بالـ Frame Drops والسقطات المختلفة كما ستشعر وبشكل واضح للغاية بالـ Frame Pacing وتذبذب عدد الإطارات.
ولكن عدى هذه الأمور فاللعبة تقدم تجربة رسومية وصوتية جميلة للغاية ولكن بثمن غالي جداً .

الخاتمة : 

من النادر أن تشعر بالسوء تجاه لعبة وأن تشعر بأنها قد ظُلمت ولكن مع الأسف كان هذا هو الحال مع Days Gone فبينما تقدم اللعبة عالم و Setting ممتع ومليء بالكثير من الإمكانيات إلا أنها تفشل في إستغلال هذه الإمكانيات بسبب ضعف الجيل الحالي من المنصات المنزلية والعوائق التي يضعها أمامها، كما أن الذكاء الصناعي الخاص باللعبة كان يمكن ان يجعلها ترتفع إلى مصاف الألعاب التي لا تنسى ولكن كما قلت ضعف الجيل وبالتالي ضعف الذكاء الصناعي جعل رحلتك فيها تبدو وكأنها رحلة مملة وغير مجدية، بشكل شخصي للغاية أتمنى أن أرى نسخة Remastered من هذه اللعبة على الجيل القادم وأن نراها بكامل إمكانياتها التي كانت يمكن أن تكون عليها .

.

اترك تعليقاً