مهما يكن عتادك، هذه الألعاب ستسحقه سحقا، هل تريد اللعب بأقصي اعدادات رسومية Ultra Graphics وأعلي دقة وضوح Resolution وأيضا معدل سلاسة 60 مرة 60fps في الثانية؟ حسنا لن يمكنك! انها ثلاثية لعينة يا صديقي مع هذه الألعاب، ولسوف ينولنك من العذاب ألوانا اذا لم تحجم من توقعاتك! بعض هذه الألعاب قديم كذلك! بعضهم وصل به القدم أنه سيظل اختبارا وتحديا أبديا يكتسح العتاد اكتساحا!

ولنبدأ بالأقدم:

لعبة Microsoft Flight X Simulator

محاكية الطيران المدني الأشهر، والاصدار الأخير من السلسلة الذي خرج الي الوجود منذ 12 عاما (في 2006)، اللعبة تعمل برسوم مكتبة DX10، ولا يزال أغلبها قديما بالمعايير الرسومية الحديثة، لكن جانب واحد من رسوم اللعبة لا يزال يمثل تحديا لأقوي العتاد حاليا، هذا الجانب هو مسافة العرض View Distance و تفاصيل تضاريس الأرض Land Traffic.

اللعبة تقدم مساحة رسم هائلة، وتستعين بخرائط حقيقية لتعرض مناطق حقيقية رهيبة الاتساع من سطح الأرض، بجبالها وأنهارها وبحارها وأشجارها، وحتي مدنها ومبانيها والسيارات فيها، وكل هذا يزيد من واقعية رسوم اللعبة بشكل قوي -لا شك في هذا- .. حتي السٌحب يمكن للعبة رسمها لمسافات شاسعة أمام اللاعب، حتي الظلال علي الأرض والمياه يتم رسمها بدقة جيدة. كل هذه التفاصيل لا تمثل مشكلة حتي بالنسبة لبطاقة حديثة نسبيا مثل الـ 1070 أو 980Ti مثلا حتي علي دقة 2160p. لكنها تمثل مشكلة قصوي بالنسبة لأي معالج مركزي CPU حديث، فالمعالج هو المسئول عن تحضير هذه المشاهد المعقدة للبطاقة الرسومية، ورسم الكثير من التفاصيل علي مسافات بعيدة يزيد من تعقيد العملية علي المعالج، وخصوصا أن اللعبة غير مطوعة جيدا للمعالجات متعددة الأنوية Multi-Core CPUs، بمعني أنها تحتاج معالجا بأداء متميز في النواة الواحدة Single Threaded Performance، وهو أمر لا يقدر عليه حتي معالج i7 8700K من Intel .. فأداء النواة الواحدة لم يتطور كثيرا عن السابق بالشكل الذي يكفي احتياجات Flight X Simulator.

ولهذا السبب سيعاني المستخدم المتحمس من تقطعات stutters وانخفاضات مفاجأة في الاطارات frame drops وخصوصا اثناء تحميل الخرائط الواسعة أمام اللاعب map streaming .. لا نتوقع أن ينصلح حال هذه اللعبة الا بقدوم معالجات مركزية منيعة بترددات فائقة (7 جيجاهرتز)، وأداء نواة واحدة يفوق ما لدينا الأن مرتين! مما يعني أن اللعبة ستظل في هذه القائمة فترة طويلة للغاية! حقا لقد أحسنت Microsoft صنعا بتطوير هذه اللعبة، فهي حرفيا تظل تحلق عاليا فوق عتاد الحاسب الشخصي دون أمل في اللحاق بها عما قريب!

لعبة Arma 3

محاكية التصويب بالأسلحة الشهيرة، والاصدار الأخير من السلسلة أيضا! والذي خرج الي النور منذ 5 أعوام (عام 2013)، اللعبة تعمل برسوم DX11، وبها محرك اضاءة عصري، وبها مساحة لعب شاسعة للغاية كذلك، تمتد الي عشرات الكيلومترات، ويمكنك فيها قيادة طائرات نفاثة، والتحليق فوق التضاريس شاسعة الاتساع.

اللعبة تقصم أداء العتاد الحديث باعدادات مسافة الرسم View Distance، فهي ترسم الجبال والسهول والأشجار والبيوت والظلال حتي لمسافة تصل الي 12 كلم حول اللاعب، وهي مسافة هائلة بالقطع، لكنها لا تمثل تحديا للبطاقات الرسومية الحالية، بل مثلها مثل Flight X تتحدي المعالجات المركزية CPUs، فـ Arma 3 لا تستغل الأنوية المتعددة جيدا، وتعتمد علي أداء النواة الواحدة .. وهو الأمر الذي نعاني بطء تطوره جميعا! يمكنك تشغيل اللعبة علي 2160p بسهولة، لكن لا تتوقع أداء سلسا، فانخفاض الاطارات والتقطعات ستنغص عليك حياتك، بالذات أثناء الحركة السريعة والطيران!

لعبة Ark Survival Evolved

لعبة البقاء الحديثة، خرجت الي النور في 2017 بشكل رسمي بعد فترة تجريبية طويلة، اللعبة تحوي رسوم عصرية ممتازة من مكتبة DX11، ومحرك اضاءة فائق الجودة بمعني الكلمة، واللاعب يتجول في جزيرة هائلة المساحة، تعج بالخضرة والنباتات والأشجار من كل شكل ونوع، كما يقبع فيها عدد هائل للغاية من الحيوانات، واللاعبين المتصارعين.

مشكلة اللعبة أن أقصي مسافة رسم Epic View Distance فيها تقصم الأداء علي كلا من البطاقة الرسومية والمعالج المركزي، فحتي بطاقة TitanXP تعجز عن تشغيلها بأقصي رسوم علي دقة 1440p بسلاسة 60fps دون انخفاضات وحتي تقطعات، اللعبة أيضا تعتمد علي أداء النواة الواحدة مثلها مثل ما سبق، مما يعني أن أي انفراجة قريبة في أداءها لن تكون ممكنة الا بعد حدوث ثورة في أداء النواة الواحدة حاليا، الأمر الذي لن يحدث في أي وقت قريب أيضا!

لعبة Quantum Break

صدرت اللعبة عام 2017، وجاءت برسوم فائقة الجودة بالمعني الحرفي للكلمة، إن مستوي التفاصيل والاضاءة في اللعبة يسبق عصره حقيقة لا مجازا، اضاءة اللعبة هي اضاءة تفاعلية شمولية Global Illumination، تحاكي اضاءة الواقع. وهي بالطبع اضاءة مكلفة للغاية حوسبيا، الي الحد الذي دعي مطوري اللعبة الي تطوير طريقة لتشغيل اللعبة بدقات منخفضة يتم تعظيمها scaled لتملأ الشاشة، وهذا كي يتمكن اللاعبون من تشغيل اللعبة بسلاسة كافية! يعيب هذه الطريقة انها تضفي بعض الضبابية blur علي المشهد.

لكن اللعبة تحوي خيارا لتشغيلها بدقات وضوح حقيقية غير مخفضة non scaled، كي يتمتع اللاعب بوضوح وبروز اعلي للرسوم، وبالقطع هذا الخيار يدمر البطاقات الرسومية، وحتي بطاقة TitanXP لا تستطيع تشغيل اللعبة علي 1440p بسلاسة محكمة بـ60fps، أما 2160p فيمكنك نسيانها تماما! علي الأقل لحين صدور جيل جديد من البطاقات الرسومية!

لعبة Agents Of Mayhem

صدرت اللعبة عام 2017 أيضا، وهي لعبة مغامرات في العالم المفتوح برسوم DX11، رسوميات اللعبة جذابة وتميل الجانب الفني علي وجه الخصوص. عالم اللعبة يحوي كما كبيرا من السيارات والمارة والأعداء، و اللعبة تحوي تقنية ظلال معقدة مقدمة من NVIDIA تسمي HFTS أو الظلال الناعمة الهجينة، لأنها ترسم عن طريق تتبع أشعة الضوء! واختصارا فالتقنية تقدم مستوي فائقا للغاية من رسم الظلال، لا يغفل أي تفصيلة او مجسم دون رسم ظلال له، وهي ظلال محكمة أيضا، ترسم بدقة عالية high resolution وحواف نواعمة soft edges أيضا.

التقنية تستهلك قدرة حوسبية رسومية هائلة لتخرج بهذه النتيجة (كما هو الحال في أي رسوم ترسم بتتبع الأشعة)، لهذا فهي تحتاج بطاقة رسومية قوية لتؤدي بشكل جيد، وحتي هذا الحين، فمن الصعب حتي علي TitanXP تقديم أداء محكم علي 60fps حتي علي دقة 1440p! أما دقة 2160 فهي خارج المتاح تماما!

لعبة Watch_Dogs 2

صدرت اللعبة في 2016 بمكتبة رسوم DX11، وهي لعبة مغامرات في  العالم المفتوح كذلك، رسوميات اللعبة رائعة الجمال، وهي تجسم مدينة Los Angeles بطريقة مبهرة تخطف الأنفاس، فالمدينة مزدحمة بالبشر والسيارات، وليست خاوية علي عروشها! اللعبة تعمل بمكتبة DX11 وتحوي تقنية الظلال الناعمة الهجينة HFTS من NVIDIA أيضا! لذا فهي تكلف أداء عاليا للغاية عند تفعيلها! اللعبة تحتاج أيضا لتشغيل ممانع تعرج Anti-Aliasing قوي، سواء كان MSAA أو TXAA من NVIDIA وكل هذا يكلف أداء كبيرا من البطاقة الرسومية، حتي بطاقة TitanXP لا تستطيع تشغيل كل هذا علي دقة 1440p ومعدل 60fps! أما 2160p فهي خارج نطاق التغطية من الأصل. نتمني تحسن الوضع مع جيل البطاقات الرسومية الجديد!

لعبة Final Fantasy 15

اللعبة صدرت في 2018، وهي لعبة مغامرات في العالم المفتوح تعمل بمكتبة DX11، اللعبة تأتي برسوميات خلابة، واضاءة مٌحكمة من محرك Luminous القوي، وهي تأتي أيضا بمساحة لعب شاسعة، وعدد كبير من الأعداء والشخصيات علي الشاشة. اللعبة صدرت مدججة بترسانة مخيفة من تقنيات NVIDIA الرسومية، مثل محاكاة الشعر والفرو HairWorks، ومحاكاة العشب TurfWorks، وتقنية الظلال الناعمة HFTS كذلك، اضافة الي تقنية ظلال شمولية من NVIDIA تسمي VXAO، وكل هذه التقنيات تدمر أداء البطاقات الرسومية تماما علي دقة 1440p حتي مع بطاقة TitanXP. التفكير في 2160p غير ممكن بالطبع!

لعبة Kingdom Come Deliverance

اللعبة صدرت في 2018، بمكتبة رسوم DX11، وهي تعمل بمحرك CryEngine، وبنماذج اضاءة فائقة الجودة، ومساحة لعب شاسعة للغاية، ورسوم في غاية القوة اجمالا، وبسبب هذا كله تضع  اللعبة حملا ثقيلا للغاية علي البطاقة الرسومية، كما تضع حملا كبيرا علي المعالج المركزي CPU علي أقصي مسافة رسم Draw Distance، مما يسبب انخفاضات عنيفة في الاطارات. وبسبب هذا المزيج من الضغط علي كلا المعالج المركزي والرسومي، فان اللعبة ثقيلة حقا، ولا يمكنها العمل بدقة 1440p وأقصي اعدادت حتي علي بطاقة TitanXP و معالج 8700K، تحتاج اللعبة لما هو أقوي!

لعبة Gears Of War 4

صدرت اللعبة في 2016، وهي اللعبة الوحيدة في قائمتنا بمكتبة DX12. قدمت اللعبة تجربة رائدة وفائقة الجودة في رسوم محرك Unreal 4، تجربة لا تضاهيها سوي ألعاب قليلة للغاية. واللعبة تعمل بسلاسة شديدة علي كل العتاد، لكنها تحوي تقنيتين رسوميتين ثقيليتين للغاية، التقنيتين تم اقتباسهما من عروض الرسوم المسجلة CGI، لذا يأتيان بجودة عالية للغاية ويضفيان جودة مضمونة علي الرسوميات. التقنيتان هما الانعكاسات الفائقة Insane Reflections، ومؤثرات بؤرة الصورة الفائقة Insane Depth Of Field. وبطبيعة الحال فان هذه المؤثرات تفصم الأداء بقسوة حتي علي البطاقات الرسومية العليا، بطاقة TitanXP يمكنها تشغيل اللعبة علي هذه الاعدادت ودقة 1440p ومعدل 60fps بصعوبة بالغة مع انخفاضات محدودة بين الحين والاخر، أعلي من ذلك غير متاح علي العتاد الحالي.

لعبة STALKER Lost Alpha

التحديث الرسومي الأخير للعبة الكلاسيكية التي صدرت في 2007 (منذ 11 عاما)، اللعبة تأتي بمكتبة DX10 ويتجول فيها اللاعب في مساحات شاسعة من الغابات والصحاري، تم تحديث الرسوم بمحرك اضاءة قوي للغاية، خصوصا في فترات النهار، المحرك لا يترك شيئا والا أسقط عليه ظلالا صحيحة، واضاءة متوهجة، لكن المشكلة أن تلك الطريقة تكلف البطاقة الرسومية جهدا حوسبيا هائلا، والنتيجة أنه حتي ببطاقة TitanXP يظل الوصول لدقة 1440p بمعدل 60fps مستحيلا، حتي 1080p يكون الأمر عليها بالغ الصعوبة. أما عن 2160 فحدث ولا حرج، عرض شرائح ثابتة slideshow! ستظل هذه اللعبة شوكة في حلق البطاقات الرسومية زمنا طويلا للغاية، حتي يصدر جيل جديد أقوي بكثير مما لدينا حاليا!

هكذا انتهت القائمة، ما يقرب من عشرة ألعاب لا يمكن لعبها بدقة 1440 ومعدل 60fps حتي علي بطاقة TitanXP! منهم من يعانون من اختناق المعالج المركزي CPU، وهؤلاء سيعاني اللاعبون معهم طويلا حتي تحدث انفراجة ثورية في أداء الانوية الفردية في المعالجات، أما باقي الالعاب في القائمة فهم مختنقين بالبطاقات الرسومية المعاصرة .. بعضهم سيظلون بعيدين عن متناول العتاد حتي بعد نزول أجيال أقوي من البطاقات الرسومية ، فالقوة المطلوبة للعبهم لن تتحقق الا بفقزتين أو ثلاثة في الأجيال الرسومية! وبعضهم سنتمكن أخيرا من لعبه كما ينبغي أن يكون. بل إن العدد نفسه مرشح للزيادة في 2018 مع نزول ألعاب أخري أشد وطأة وتعقيدا رسوميا!

لتظل لعبة القط والفأر قائمة بين هؤلاء الألعاب وعتاد الحاسب الشخصي! والي الأبد!

ما هو انطباعك؟

اترك تعليقاً