لعبة Wolfenstein: Youngblood هي عن الأبناء – أو البنات تحديداً – عندما يحاولن أن يتبعن خط سير والدهم في محاولة لتقليد كل ما قدمه والدهم ولكن بطريقة معاصرة وبطريقة تخصهن هن.

في الواقع هذه هي الرسالة التي تحاول Wolfenstein: Youngblood أن تنقلها لنا ليس فقط من خلال قصتها بل عن طريق كل التفاصيل الموجودة في اللعبة بدايةً من أسلوب اللعب وإنتهاءً حتى بالرسوميات، وهي محاولة واضحة وصريحة من استوديو Machine Games و Arkane تحت قيادة الناشر Bathesda في الإستفادة المادية من النجاح الذي حققته الألعاب السابقة ومحاولة إستكمال هذا النجاح حتى لو كان يعني تشويه السلسلة تماماً.

لعبة Wolfenstein: Youngblood تأتينا بتطوير مشترك من Machine Games و Arkane Studio ومن نشر Bathesda لجميع المنصات الموجودة حالياً سواءً كانت PS4 أو Xbox one أو PC وهي تعتبر لعبة فرعية صغيرة تدور في نفس العالم الذي كانت تدور فيه لعبتي استوديو Machine Games السابقتين من السلسلة.

قصة اللعبة تتبع الأختين جيسي وصوفي وهما يحاولان إنقاذن والدهم William J. Blazkowicz بعد عن أن قرر لسبب غامض أن يترك منزله ويتجه إلى فرنسا ليواجه آخر قوات النازيين الموجودة في أوروبا وتحديداً في فرنسا بالتعاون مع المقاومة هناك، بالطبع الفتاتين تلقياتا تدريب متواضع لمحاولة حماية نفسهم ومن يحيط بهم.

في الواقع لم تكن قصص Wolfenstein أبداً قصصاً عميقة أو معقدة في الأحداث والفكرة، دائماً كانت لعبة واضحة وصريحة وبسيطة تبدأ اللعبة وأنت تواجه النازيين في محاولة منك لإيقافهم أو إنقاذ أحدهم أو إنقاذ نفسك في أوقات كثيرة ومع الوقت تتقدم القصة وتحدث مواقف طريفة ومضحكة وربما بعض الخطابات والمونلوجات التي يجب أن تتذكرها مع شخصيات دائماً ستعلق بذاكرتك.

هذه كانت التيمة السحرية التي قدمتها Machine Games في تصورها الجديد لسلسلة ألعاب كلاسيكية كانت من وجهة النظر الكثيرين أمراً عفا عليه الزمن وغطاه الكثير من التراب وأصبح العالم الآن مستعداً ليتركه، تماماً كما حدث مع النازيين عندما سيطروا على العالم وأصبح العالم جاهزاً لتركهم يحكمون هذه السيطرة.

ولكن مع الأسف تفشل قصة Wolfenstein: Youngblood في إسترداد هذا التاريخ أو حتى تكريمه وتقديم أي شيء يمكنك أن تتذكره من اللعبة، اللعبة لا تقدم أبداً تلك اللحظات الطريفة الطبيعية التي تشعر بها في أثناء اللعبة ولا تقدم لك تلك الشخصيات العظيمة التي تعلق بذاكرتك والأهم أنها لا تقدم أي شيء يعلق بذاكرتك نهائياً.

الشخصيات هي أضعف الحلقات الموجودة في اللعبة، البطلتان هما شخصيتان ساذجتان للغاية وليست هذه سذاجة أطفال فكما يبدو من أجسادهم هم ع الأقل مراهقين ولكن التصرفات التي يقومون بها وتعليقاتهم السخيفة أثناء المقاطع السينمائية جعلتني أنا وإن كنت شخصاً يحب القصة ويهتم بالمقاطع السينمائية غير قادر على مشاهدتها وأحتاج إلى القفز منها دائماً، كل الشخصيات الموجودة في اللعبة هي ظلال ضعيفة للشخصيات المدهشة التي كنا نشاهدها في اللعبة الأساسية.

إختلاط الـ DNA واضح جداً في Wolfenstein: Youngblood بين الفريقين الذين عملا عليها لتشعر بأنها إبن غير شرعي بين لعبتين Wolfenstein و Dishonored 

ولكن هناك من سيقول بأن أهم جانب في Wolfenstein: Youngblood هو أسلوب اللعب أليس كذلك؟ أعني هي لعبة FPS من شركة تدعي بأنها تدعى Player 1 أمامها وتحاول إنقاذه لذا فاللعبة على الأقل ستكون ممتعة وسيكون من الجميل دائماً تفجير النازيين إلى أشلاء صغيرة أثناء مرورك في اللعبة، أليس كذلك؟

في الواقع الإجابة هنا مركبة فهي نعم ولا في نفس الوقت، في البداية يجب أن نتفق أن هناك فريقين تطوير عملا على هذه اللعبة وهما فريق Machine Games وفريق Arkane وأشهر لعبة لـ Arkane هي سلسلة Dishonored لذا كنت أشعر طوال فترة اللعبة بأني ألعب خليط وإبن غير شرعي لـ Wolfenstein مع Dishonored.

ستلاحظ بسهولة وجود DNA الفريقين، فبينما تولى Machine العمل على التصويب والتفجير والأسلحة والأعداء تولى Arkane العمل على تصميم المراحل وتوزيع الأعداء والقدرات وهذا الذي جعل اللعبة تعطيك إحساساً في هذه النقطة بأنها لعبة Dishonored تحت غطاء Wolfenstein، ستجد أنك تمتلك قدرات يمكن شراءها وتطويرها وأسلحة يمكن تطويرها وتخصيصها بشكل كبير وستجد أن كل مرحلة تمتلك مجموعة من الألغاز التي عليك حلها من خلال  القفز وإستخدام قدراتك كما أن كل المستويات والمراحل الموجودة فيها مقسمة دائماً إلى مستويين أرضي وطابق أو طابقين علويين يمكنك القفز والإختباء بينهم.

تغيير أسلوب اللعب في Wolfenstein: Youngblood جعل اللعبة تفقد جزء كبير من هويتها وهو التوجه والقفز مباشرةً وسط أعداءك وتفجيرهم إلى أجزاء صغيرة بالإعتماد على أسلحتك دون أي تفكير وتخطيط.
هنا ستحتاج إلى تحديد نوع السلاح والذخيرة المناسبة لكل عدو وستحتاج إلى التخطيط والبحث عن نقاط الضعف وتحديد أفضل طريق يمكنك الدخول من خلاله إلى هدفك ومحاولة حل الألغاز في الطريق، مع الأسف هذا التغيير بدلاً من أن يعطي اللعبة متعة ودفعة للأمام أعاقها تماماً.
الدمج بين أسلوبي اللعب السريع والحاجة إلى التخطيط أضر اللعبة للغاية وجعلك تشعر بأنك في حاجة إلى التوقف كثيراً والتخطيط كثيراً وأفقدك الكثير من المتعة الموجودة، لو تحولت اللعبة بالكامل إلى لعبة RPG وكان التخطيط هو الأساس الموجود في اللعبة كان الأمر سيكون ألطف وأكثر متعة من هذا الخليط السيء والغير منطقي.
كما أن وجود الشخصية الثانية القابلة للعب لم يضف أي شيء، لن تعاني تماماً منها إلا في حالات الذكاء الصناعي ولكن لا يوجد أبداً أي سبب يدعوك لأن تلعب اللعبة مع صديقك او بشكل Coop ناهيك عن أن هذا الأمر لم يكن يعمل في البداية بشكل جيد، كما أن اللعبة تضم متجر MTX ويمكنك شراء أمور ونقود داخل اللعبة بنقود حقيقية.
في الواقع حتى الآن وحتى أنهيت اللعبة لم يكن يمثل الأمر أي مشكلة ولكن على الأغلب سيصدر تحديث ما من الشركة يجعل هذه النقود تمكنك من شراء ترقيات وقدرات جديدة داخل اللعبة وإختصار حائط الـ Grind والترقية الموجود داخل اللعبة ولكن لن نتحدث عن أمر لم يحدث بعد.

يبدع Machine Games عندما يتعلق الأمر بالرسوميات وأداء اللعبة، فاللعبة تقدم مستوى رسومي رائع للغاية وأداء متميز جداً لها على كافة المنصات تقريباً وعلى حد سواء، ستتمكن بسهولة من القفز فوق الـ 100 إطار وهذه المرة يعطيك الإستوديو فرصة لتتمكن من تخصيص الكثير من الأمور داخل اللعبة وتعديل الكثير من الأمور داخل تجربتها الرسومية.

فقط لا تتوقع إختلافاً رسومياً كبيراً عن ما كان موجوداً في The New Colossus فالمستوى الرسومي هنا يشبهها للغاية ويقدم تجربة قريبة للغاية منها ولكن على ما يبدو فإنهم لم يقدموا أي تغيير أو حتى لم يحافظوا على مستوى الموسيقى التصويرية والتمثيل الصوتي بالرغم من أن ممثلي الشخصيات التي تكررت في هذا الجزء عادوا مجدداً  للظهور ولكن ستشعر بشكل عام بأن الأمر أصبح أقل في الجودة والتمثيل بشكل عام.

.

اترك تعليقاً